للباحثين عن النجاح

عبدالغني نصر الشميري


كثيرة هي الطرق التي تقود إلى النجاح في الحياة وان اختلفت مسمياتها وأساليبها ... الخ والناجحون في مضمار حياتهم أعلام يشار إليهم بالبنان ويمثلون رموزاً يحتذى بها ...وقدوة يتأسى بها كل مُجد لمعرفة الكيفية التي يتم بالتعامل بها مع مفردات الحياة والتغلب على المشاق التي تعترض مسار حياتنا بحلوها ومرها .. وهناك نماذج إنسانية ناجحة حققت نجاحاً منقطع النظير في العديد من المجتمعات الإنسانية وعلى مر العصور .. بدأت خطوات نجاحها خطوة خطوة لترتقي سلم هذا المجد ولتحفر في ذاكرة الزمن سجلاً خالداً بمنجزات نجاحها وتخلد في التاريخ الإنساني بصمات لا تمحى من الإبداع والتفوق والنجاح وتاريخنا العربي والإسلامي يحفل بالكثير من هذه النماذج .. ولنا فيها قدوه .. لكن الطريق إلى المجد وعر وشاق والنجاح لا يأتي بسهولة أو ضربة حظ كما يتصور البعض .

لا تحسب المجد تمراً أنت آكله ...... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

ومن نافلة القول انه لا يمكن أن ينجح غافل وان يتفوق كسول ...وان يرتقي متقاعس متخاذل .. وان خدم أحدهم الحظ ووصل إلى مستوىً معين من النجاح دون أن يبذل جهداً للوصول إلى هذا المستوى فمن الصعوبة بمكان أن يحافظ على هذا النجاح وسرعان ما ينكشف المستور .
والحق على من يريد النجاح في حياته فلابد أن يأخذ بأسباب النجاح ... المثابرة .. الجد .. الاجتهاد .. الإلحاح ( الصبر ) .. التواضع .. الخ
ولا بد أن يُتخذ من سيرة الناجحين مسلكاً يؤدي به نحو ما حققه رموز النجاح في المجتمع الإنساني .
وفي الغالب أن الناجحين محسودون من أصحاب الهمم الضعيفة والنفوس المريضة ولا ترمى بالأحجار إلا الأشجار المثمرة وللنجاح في الحياة أبجديات وشروط قوامها محبة الآخرين ... الصدق في التعامل ... الثبات في المواقف ... العزيمة .. الجد في مواطن الجد .. التواضع.. الصبر ... الخ
والحرص على إتباع نظام معين في الحياة وبرنامج عمل دقيق يضع للوقت قيمة وحساب ويتعامل مع الوقائع والأحداث بحنكة ودراية .. وان يحسن التصرف في الكثير من المواقف التي تحتاج إلى التروي وعدم التسرع لأن التسرع من أسباب الوقوع في الخطأ ... وإن كنت شخصياً لا أعتبر الخطأ من معوقات النجاح ففي كثير من الأحيان نجهل أموراً تستجد في حياتنا ومن جهلنا بها نخطئ لكن يجب أن نتعلم من أخطائنا لنواصل مسيرة نجاحنا ... ولا يعيبنا أن نستفيد من الآخرين كيفما كان مستواهم فكل إنسان لديه قدرات تختلف عن الآخر ... ولا يكمل الإنسان بذاته وفي هذه النقطة بالذات .. أتوقف أمام عزوف البعض عن الاستفادة مما لدى الآخرين ... بادعاء الكمال وعدم الحاجة ... وهنا تظهر صفة نذمها جميعاً وهي صفة الغرور والتعالي وهذه من عوامل الفشل ... وأن كانت صفة الاعتداد بالنفس صفة حميدة ومفرده من مفردات النجاح لكنها مفردة لها مواطنها ومواقفها .
والإنسان الناجح يجب أن يأخذ بأسباب النجاح ، وأن يوطن نفسه على تحمل مشاق هذه الأسباب .. وأن يكون متحفزاً أمام المواجهة لأي صعاب تعترض طريق نجاحه فالربان المستعد والجاهز يمكنه أن يبحر حتى في ذروة هيجان العواصف التي قد تعصف بسفينة أي ربان غافل وغير مستعد .
والنجاح برمته لا يعتمد على كيفية نصب الشراع في المركب ... بالقدر الذي يعتمد على الكيفية التي نُصب بها وكمية التجهيزات الإضافية المتوفرة له .
إجمالاً لو أردت أن تكون رجلاً ناجحاً وقائداً متميزاً فلتكن رجل أفعال لا أقوال .

وكن رجلاً أن أتوا بعده .... يقولون مر وهذا الأثر

ولكل مجتهد نصيب